درجة لا يرتقيها إلا القلة.. الجنرال عبد الفتاح الوراق يلتحق برتبة دو كوردارمي
تظل مناسبة عيد العرش فرصة سنوية لعناصر القوات المسلحة الملكية بالخصوص حتى ينال الأكفاء منهم حظوة الترقي. وفي هذا السياق، إذا كانت الذكرى الـ18 لهذا العام حملت معها مجموعة من القرارات على ذلك الصعيد، فإن انتقال الجنرال دوفيزيون عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، إلى رتبة جنرال دو كوردارمي، يبقى الأبرز لمجموعة من المعطيات.
فهذه الرتبة ومن خلال تتبع عدد من بلغوها لا نجد سوى قلة قليلة، كالجنرال دو كوردارمي حسني بنسليمان، والراحل الجنرال دو كوردارمي عبد العزيز بناني وبوشعيب عروب والقادري، مما يحيل على ضرورة تحلي الشخص المعني بمواصفات استثنائية، وخبرة على قدر من الأهمية والفعالية.
والأكيد، أن الجنرال دو كوردارمي عبد الفتاح الوراق جمع كل تلك المواصفات من تاريخه العسكري واحتكاكه بمقاتلي الجبهة ووفائه للملك، الأمر الذي ساعده على ترقي الدرجات بسرعة فائقة وتكليفه بأصعب المهام والمسؤوليات، ناهيك على ما يشهد له من خصال إنسانية ونكران الذات.
من هو الجنرال عبد الفتاح الوراق
الجنرال عبد الفتاح الوراق أب لأربعة أطفال ينحدر من مدينة إبن أحمد إقليم السطات (ضواحي مدينة الدار البيضاء)، إلتحق الجنرال بسلاح الدعم اللوجيستيكي و العتاد أواخر الثمانينيات، عمل فترة زمنية محدودة جدا بالمنطقة الجنوبية و بالضبط بمدينة الداخلة ضابطا مكلفا بالتخزين و العتاد، بسنة 1994 حصل على دبلوم الدراسات العسكرية العليا من الكلية الحربية الفرنسية “Collège interarmées de Défense”.
بعدها انتقل الوراق إلى القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، ليترقى في الرتب بشكل سريع و مذهل إلى أن إلتحق بالمكتب الثالث برتبة كولونيل، حيث كان مكلفا بهذا المكتب خلال فترة وعكة صحية طويلة ألمت بالجنرال عروب بين سنتي 2007 و 2008، بعدها أصبح مشرفا على الإدارة الخاصة بالضباط (D.P.O) بالقيادة العليا (المكتب الأول)، قبل أن يعينه جلالة الملك يوم أمس مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية، و هذه أول مرة يتولى فيها ضابط من سلاح الدعم و العتاد منصب مفتش عام لل ق.م.م، و هذا إن دل على شيء فيدل على أنه من الرجال القلائل الذين لا يمكن أن يختلف بشأنهم اثنان في النزاهة و الإخلاص للوطن و الملك، و الذين لم يلاحظ عليهم أنهم اغتنوا طيلة تقلدهم للمناصب الحساسة داخل القيادة.
يعتبر الجنرال الوراق من جيل الشباب في القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، حيث ترقى بين المراتب العسكرية بسرعة كبيرة تنم عن فطنته و تفوقه المهني، باعتبار أنه انتقل في ثماني سنوات من رتبة كولونيل إلى رتبة جنرال دو ديفيزيون، و هو وقت وجيز جدا.